الرضاعة في أوقات الطوارئ، التوتّر، الضائقة الأزمات - הנקה בזמני חירום, לחץ, מצוקה ומשבר
هناك أوقات تظهر فيها أزمات تتجاوز أزمات الوضع العائلي أو أزمات خاصة، كما هو الحال في حالات الطوارئ المختلفة والكوارث الطبيعية وأوقات الحرب وغيرها. وتجد النساء المرضعات أنفسهن جزءًا من هذه المجموعة الكبيرة من السكان، الذين يعانون من حالات الطوارئ والأزمات هذه. خلال هذه الأوقات، طبيعي جدًا الشعور بالضغط والتوتر والخوف والقلق والارتباك والعجز وعدم اليقين والإحباط ومشاعر أخرى سلبية. لذا، بعيدًا عن الوضع الشخصي الخاص والعائلي، يمكن تواجد كل هذه المشاعر أيضًا في المناطق الجغرافية أو المناطق العامة أو الوطنية. إذا كان هناك دوائر مألوفة يمكن الاعتماد عليها في حالات الأزمات العادية، ففي حالات الأزمات الكبيرة والواسعة قد تجد المرأة صعوبة في الاعتماد على هذه الدوائر المألوفة لها والمتاحة. وفي مثل هذه الفترات الصعبة تطرح أسئلة كثيرة حول استمرارية الرضاعة، أسئلة عن العودة للروتين اليومي وأسئلة أخرى عن هذا الوضع الخاص.
من المهم جدًا أن ندرك أنه إذا لم تكن هناك مشكلة في الرضاعة الطبيعية وإنتاج الحليب قبل المرحلة التي بدأت فيها حالة الطوارئ، فمن المحتمل ألا تؤثر حالة الطوارئ على إنتاج الحليب والرضاعة الطبيعية لاحقًا.
كميّة الحليب
ينتج حليب الأم حسب الحاجة، والعامل الأكثر أهمية في إنتاج كمية كافية من الحليب هو مقدار إفراغ الحليب من الثدي (كمية الرضاعة أو الشفط أو العصر في اليوم).
نظرًا لأن عدد مرات إفراغ الحليب من الثدي يوميًا هو العامل الرئيسي الأكثر أهمية في إنتاج الحليب، ولأنه في المواقف العصيبة والطارئة يتغير الروتين، يتغير أيضًا تواتر الرضاعة الطبيعية / الشفط في اليوم وبالتالي قد تخوض الأمهات تغييرات في كمية الحليب. في بعض الأحيان يكون هناك قلق بشأن كمية الحليب وتكون هناك رغبة في دمج الحليب الصناعي كبديل .إن إستخدام الحليب الصناعي بدلًا من الرضاعة الطبيعية يقلل من تكرار إفراغ الحليب من الثدي ممّا قد يؤثر على كمية الحليب مع مرور الوقت. أي أن تخطي الرضعات هو ما قد يسبب انخفاض كمية الحليب. إذا تغير عدد مرات شفط الحليب من الثدي يوميًا، بإمكانك العودة وتقديم المزيد من الرضعات يوميًا أو إضافة الشفط/عصر لعدّة مرّأت لاستعادة كمية الحليب. وستتمكنين من رؤية التغيير في الكمية بعد بضعة أيام.
تأثير التوتّر على إفراز الحليب
تعاني بعض النساء من تأخير طفيف في إفراز الحليب، مما يعني أن الحليب يستغرق وقتًا أطول من المعتاد للوصول. تصف الأمهات الأطفال الذين قد يكونون أكثر عصبية من المعتاد، ويجدون صعوبة في التواصل بسهولة، ويمكن أن يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يهدأوا ويتصلوا بالثدي. قد يحدث هذا التأخير بسبب تأثر الهرمون المسؤول عن إفراز الحليب من الثدي، الأوكسيتوتسين، بالتوتر. أي أن الحليب يتم إنتاجه وموجود في الثدي، ويستغرق وقتًا أطول قليلًا ليخرج ويصل إلى الرضيع/ة. إذا كنتِ تواجهين صعوبة، حاولي العثور على طرق تساعدك على الوصول إلى لحظات صغيرة من الاسترخاء،
لحظات الاسترخاء في بداية الرضاعة الطبيعية أو خلالها يمكن أن تساعد في تسريع عمليّة إفراز الحليب.
"استرخي!"
نحن نعلم أنه ليس عادلًا أن نطلب من النساء اللاتي يعانين من الضيق أن "يهدأن". ومن الواضح أن الوضع مرهق وأنه من الصعب الضغط على الزر و"الاسترخاء". بالمقابل، في المواقف المختلفة المتعلقة بإنتاج الحليب (وربما أيضًا في الحالات التي لا تكون كذلك) يمكن أن يساعد "الاسترخاء" حقًا في تنظيم المواقف المختلفة أو إعادة ضبطها. من الواضح أنه في المواقف الصعبة قد يكون السعي إلى الاسترخاء مستحيلًا، لكن الرضاعة الطبيعية لا تتطلب الاسترخاء التام، بل بضع لحظات قصيرة من التباطؤ.
هناك طرق وأساليب متنوّعة للحصول على حالة من الاسترخاء وعند توفّر الوقت من المفيد تعلم أدوات مختلفة وممارستها مسبقًا. يمكن أن تساعد هذه الأدوات في مواقف مختلفة أثناء الحياة ويمكن أن تكون أكثر أهمية في أوقات الأزمات والتوتر.
أساليب مثل: الاسترخاء، واليقظة الذهنية والتأمل، والخيال الموجه، والتنفس، والعمل البدني بمختلف أنواعه وغيرها. يمكن أن يساعد اللمس أيضًا في المواقف العصيبة المختلفة - بدءًا من اللمس اللطيف، مرورًا بالتدليك والعلاجات المختلفة وحتى اللمس القوي والعميق.
لقد جمعنا بعض النصائح للاسترخاء القصير من تجربتنا: ملامسة الجلد للجلد مع الرضيع، إيقاف تشغيل الشبكات الاجتماعية، مشاهدة البرامج الخفيفة على التلفزيون، مشاهدة الصور المفضلة، مداعبة الطفل، الشهيق والزفير ببطء مع العد، التأمل الخفيف، الخيال الموجه، تخيّل الحليب يخرج، مشروبات ساخنة أو باردة، الخروج إلى الشرفة/الفناء للتهوية لبضع دقائق، استنشاق رائحة الزيوت العطرية أو النباتات التي تبعث على الراحة، وما إلى ذلك.
يمكن العثور على معلومات حول المهدئات المناسبة للرضاعة الطبيعية هنا:
طعم الحليب
هناك اعتقاد خاطئ بأن حليب الثدي يغير مذاقه إلى طعم مر أثناء الأزمات. من المهم أن نفهم شيئين حول هذه الأسطورة. أولًا، لا يصبح الحليب مرًا في أوقات الأزمات. لا توجد دراسات تثبت ذلك. ثانيًا، الحليب مادة حية وديناميكية. يتغير طعم الحليب طوال الوقت ويعتمد ذلك على عمر الطفل، الطقس، عدد مرات الرضاعة، الأطعمة التي تتناولها الأم، الحالة الهرمونية، والوقت من اليوم وأكثر من ذلك. ولذلك، يمكن للمرأة أن تتذوق حليبها وتشعر بطعم مختلف في كل مرة. التغير في الطعم أمر طبيعي، فهو يساعد الأطفال على التعود على أذواق مختلفة وتجارب مختلفة في وقت لاحق من الحياة، وبالتالي يتعامل الأطفال بشكل طبيعي مع مجموعة متنوعة من الأذواق. أي أنه حتى لو كان الحليب مرًا بالفعل، فلا يشكل ذلك مشكلة بالنسبة للرضاعة الطبيعية.
جودة الحليب
في أوقات الأزمات، قد لا تشربين أو تأكلين أو تنامين كما في الأوقات العادية. بالطبع من المهم أن تعتني بنفسك وبقوتك، لكن من المهم في نفس الوقت أن تعلمي أن كمية ونوعية الحليب لا تتأثر بهذا التغيير ويمكنك الاستمرار في الرضاعة الطبيعية كالمعتاد. هناك أسطورة مفادها أن حليب الثدي أثناء الأزمة ذو نوعية رديئة أو يمكن أن يضر بالرضيع.ة. هذه الأسطورة ليست صحيحة! لا تتأثر جودة الحليب بالمزاج أو الاكتئاب أو التوتر أو القلق وما إلى ذلك. يعتبر حليب الأم دائمًا أفضل المواد جودةً بالنسبة للرضيع.ة وتتم ملائمته وفقًا لاحتياجاته الفريدة، بما في ذلك التكيف الشخصي للأجسام المضادة والكمية المتفاوتة من الدهون والمزيد. لا يوجد شيء اسمه "حليب حزين". من المهم الفهم أن العواطف جزء من الحياة، ولا يمكن منع الأمهات من الشعور بمجموعة متنوعة من المشاعر. المهم بالنسبة للرضيع.ة أن يتقبل الأم، وأن يعلم أن العالم لا ينهار، وأن التقارب والرضاعة مستمران مهما كانت الحالة المزاجية.
وماذا عن الرضيع.ة؟
أبلغت أمهات مختلفات عن اختلاف كمية ومدة الرضاعة الطبيعية فيما يتعلق بالروتين ويعزو ذلك إلى مشكلة ما في كمية الحليب أو الرضاعة الطبيعية نفسها.
من المهم أن نفهم أنه عندما يتغير الروتين، يتأثر الجميع به. يمكن للبالغين والأطفال على حد سواء أن يشعروا بمجموعة مختلفة من المشاعر، وهذا أمر مشروع ومفهوم. يتغير الوقت الذي تقضينه مع الأطفال، ويتغير الروتين اليومي، ومن المحتمل أن تتغيّر أيضًا أنماط الرضاعة. بالإضافة إلى ذلك، قد تستمر الأزمات لفترة طويلة، حيث ينمو الأطفال ويتغيرون بشكل طبيعي، مما يؤثر أيضًا على التغيير في السلوك.
لذلك، إذا تغير نمط الرضاعة، فهذا لا يشير إلى أي مشكلة، بل يشير إلى الواقع المتغير.
في فترات التغيرات الكبيرة والحالات المزاجية الصعبة، من الممكن ليس فقط الاستجابة للاحتياجات الخاصة للرضيع.ة، ولكن أيضًا المبادرة في المزيد من اللمس والتقارب والرضاعة الطبيعية من أجل راحة الرضيع.ة وتنظيمه وتهدئته وتشجيعه وكذلك الأم. يُستحسن خلال هذه الفترات التفكير في التغييرات التي تم التخطيط لها مسبقًا مثل تغيير الغرفة والفطام الليلي وغيرها وربما تأجيلها.
هل يجب الاستمرار في الرضاعة في أوقات الأزمات؟
في أوقات الأزمات والطوارئ، هناك مخاوف من إلحاق الضرر بمصادر المياه والغذاء لجميع السكان، وقد تتضرر أيضًا إمدادات المنتجات الغذائية وأنظمة الإمداد، لذا فإنّ الرضاعة وحليب الأم، المتاحين دائمًا قد تكون موردًا كبيرًا وهامًا في مثل هذه الأوقات.
توفر الرضاعة الطبيعية غذاءً نظيفًا وصحيًّا ومتاحًا في أيّ لحظة بغض النظر عن أيّ عامل خارجي. بالإضافة إلى ذلك، فإن حليب الأم يحمي من الأمراض والالتهابات التي قد تكون أكثر شيوعاً في أوقات الطوارئ.
يمكن أن توفر الرضاعة الطبيعية مرساة عاطفية وروتينًا منتظمًا وتقاربًا وأمانًا ودفء وحبًا وتعزية حتى في الأوقات الصعبة ويمكن أن تخلق في اليوم لحظات من السلام والاسترخاء. تقول العديد من الأمهات إن الرضاعة الطبيعية تواسيهن أكثر من الرضيع.ة خلال هذه الأوقات وتساعدهن على الحفاظ على قوتهن.
في ظل كل الصعوبات المحيطة، يمكن للرضاعة الطبيعية أن تخلق فقاعة من الأمان والحماية وتلبية احتياجات الرضيع.ة، وتساعده على الشعور بأنه طبيعي ومحمي حتى في هذه الفترة أيضًا.
الرضاعة الطبيعية في فترة الحداد
في حالات الفقدان والحزن لا مانع لمواصلة الرضاعة الطبيعية. القرار بهذا الشأن هو شخصي لكل امرأة. كما ورد هنا، حليب الأم لا "يُفسد" ولا يصبح شيئًا غير مناسب للرضع والأطفال الصغار. مسموح القيام بالرضاعة الطبيعية والتألم والحزن والشعور بمجموعة واسعة من المشاعر. يمكن للرضاعة الطبيعية في حد ذاتها أن تساعد الأمهات اللاتي يتعاملن مع الفقدان والحزن الناتج عن الفعل الجسدي ذاته، والتوقف والتركيز على الرضيع واحتياجاته. ومن الناحية الهرمونية أيضًا، هناك فرصة للتنظيم العاطفي والجسدي. ومن المهم أن تحرص المرأة التي ترضّع في فترة الحداد على الشرب والأكل والراحة لها، وأن تهتم - قدر الإمكان بالطبع - باحتياجات جسدها الأساسية. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية واحتياجات الطفل بمثابة مرتكز جسدي وعاطفي مهم للمرأة في هذه الحالة. في بعض الأحيان قد تطرأ الحاجة لإنهاء الرضاعة الطبيعية. وهذا قرار يعود للأم والعائلة. لمزيد من المعلومات حول فطام الرضاعة.
الدعم الشخصي
لأي مخاوف أو اهتمام، يمكن استشارة مرشدات الرضاعة عبر قنوات الدعم المختلفة لدينا.
مقالات ذات صلة
كتب هذا المقال خلال حرب أكتوبر 2023، بقلم ڤيرد ليف وإفرات فيلدمان
الترجمة للعربية: ياسمين دانيال